تحذير أممي من كارثة إنسانية شمال دارفور وسط تصاعد النزوح القسري
تحذير أممي من كارثة إنسانية شمال دارفور وسط تصاعد النزوح القسري
حذّرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في ولاية شمال دارفور، بعدما أجبر النزوح القسري الجماعي، لا سيما من مناطق زمزم وأبو شوك ومخيمات النزوح الأخرى، نحو 400 إلى 450 ألف شخص على الفرار باتجاه طويلة والمناطق المحيطة بجبل مرة، وصولاً إلى مناطق أبعد يصعب الوصول إليها.
ونددت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتاين نكويتا-سلامي، في بيان صحفي صدر يوم الأحد، بما وصفته بـ"الانتهاكات غير المقبولة"، مشيرة إلى وقوع هجمات مباشرة ضد النازحين والعاملين في المجال الإنساني، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وقالت: “يجب ألا يكون المدنيون هدفاً أبداً، ولا ينبغي أن يُعد النزوح القسري شرطاً للوصول إلى المساعدات المنقذة للحياة”.
انتشار المجاعة والأوبئة
أوضحت نكويتا-سلامي أن النزوح واسع النطاق بعيداً عن البنية التحتية وخدمات الإغاثة عوّق بشدة قدرة المنظمات الإنسانية على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة.
وأشارت إلى تصاعد خطر المجاعة وتفشي الأوبئة وسوء التغذية، في ظل العزلة التي تعانيها التجمعات النازحة عن سلاسل الإمداد والمساعدات.
قالت المسؤولة الأممية إن تحركات النازحين أصبحت أكثر تقلباً وصعوبة في التنبؤ بها، بسبب تصاعد الأعمال العدائية والمخاوف من هجوم وشيك على مدينة الفاشر، ما يزيد من حدة الأزمة.
قيود على المساعدات
أكدت نكويتا-سلامي أن القيود المفروضة على الوصول الإنساني تُعقّد من جهود الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، حيث لا يزال إيصال الدعم إلى الفاشر والمناطق المحيطة بها "مقيداً بشكل خطِر"، على حد وصفها، رغم المناشدات المتكررة.
ودعت المنسقة الأممية الجهات المانحة إلى تقديم تمويل مرن وعاجل من خلال آليات مثل "صندوق السودان الإنساني"، بهدف دعم المستجيبين الأوائل، وتأمين الإمدادات المنقذة للحياة، وضمان استمرار العمليات الإنسانية الطارئة.
وتشهد ولاية شمال دارفور تصعيداً كبيراً في النزوح القسري منذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ما أدى إلى تفكك البنية التحتية الإنسانية في الإقليم.
وتُعد الفاشر مركزاً حيوياً للعمليات الإغاثية، وقد أصبحت في الآونة الأخيرة ساحة صراع محتمل، مما يُنذر بكارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين.